كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 209 """"""
حَتَّى أَتَى عَلىَ القَصِيدَةِ كُلِّها ، فَقُلُتُ : يَا شَيْخُ هَذِهِ القَصِيدَةُ لِجَرِيرٍ قَدْ حَفِظَتْهَا الصِّبْيَانُ ، وَعَرَفَها النِّسْوانُ ، وَوَلَجتِ الأَخْبِيةَ . وَوَرَدِتْ الأَنْدِيَة ، فقالَ : دَعْني مِنْ هذَا ، وَإِنْ كُنْتَ تَرْوِي لأَبي نُوَاسٍ شِعْراً فَأَنْشِدْنِيهِ ، فَأَنْشَدْتُهُ :
لا أَنْدُبُ الدَّهْرَ رَبْعاً غَيْرَ مَأْنُوسِ وَلَسْتُ أَصْبُو إِلَى الحَادِينَ بِالْعِيسِ
أَحَقُّ مَنْزِلَةٍ بِالهَجْرِ مَنْزِلَةٌ وَصْلُ الحَبِيبِ عَلَيْهَا غَيْرُ مَلْبُوسِ
يَا لَيْلَةً غَبَرَتْ مَا كَانَ أَطْيَبَهَا وَالْكُوسُ تَعْمَلُ فِي إِخْوَانِنَا الشُّوسِ
وَشَادِنٍ نَطَقَتْ بِالْسِّحْرِ مُقْلَتُهُ مُزَنَّرٍ حلْفَ تَسْبِيحِ وَتَقدِيسِ

الصفحة 209