كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 210 """"""
نَازَعْتُهُ الرِّيقَ وِالصَّهْبَاءَ صَافِيَةًَ فِي زيِّ قَاضٍ وَنُسْكِ الشَّيْخِ إِبْلِيسِ
لَمَّا ثَمِلْنَا وَكلُّ النَاسِ قَدْ ثَمِلوُا وَخِفْتُ صَرْعَتَهُ إِيَّاي بِالكُوسِ
غَطَطْتُ مُسْتَنْعِساً نوْماً لأُنْعِسَهُ فَاسْتَشْعَرَتْ مُقْلتَاهُ النَّوْمَ مِن كِيسِي
وَامْتَدَّ فَوْقَ سَرِيرٍ كَانَ أَرْفَقَ بِي عَلى تشَعُّثِهِ مِنْ عَرْشِ بَلْقِيسِ
وَزُرْتُ مَضْجَعَهُ قَبْلَ الصَّبَاحِ وَقَدْ دَلَّتْ عَلى الصُّبْحِ أَصْوَاتُ النَّوَاقِيسِ
فَقَالَ : مَنْ ذَا ? فَقُلْتُ : القَسُّ زَارَ ، وَلاَبُدُّ لِدَيْرِكَ مِنْ تَشْمِيسِ قِسْيسِ
فَقَالَ : بِئْسَ لَعَمْرِي أَنْتَ مِنْ رَجُل ٍفَقُلْتُ : كَلاَّ فَإِنِّي لَسْتُ بِإِبْليسِ
قَالَ : فَطَربَ الشَّيْخُ وَشَهَقَ وَزَعَقَ ، فَقُلْتُ : قَبَّحَكَ اللهُ مِنْ شَيْخٍ لاَ أَدْري أَبِانْتِحَالِكَ ، شِعْرَ جَرِيرٍ أَنْتَ أَسْخَفُ أَمْ بِطَرَبِكَ مِنْ شِعْرِ أَبي نُوَاسٍ وَهْوَ فُوَيْسِقٌ عَيَّارٌ ? ? . فَقَالَ :

الصفحة 210