كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 211 """"""
دَعْنِي مِنْ هَذاَ وَامْضِ عَلى وَجْهِكَ ، فَإِذَا لَقِيتَ فِي طَرِيقِكَ رَجُلاً مَعَهُ نِحيٌ صَغِيرٌ يَدُورُ فِي الدُّورِ ، حَوْلَ القُدُورِ ، يُزْهِى بِحِلْيَتِهِ ، وَيُبَاهِي بِلِحْيَتِهِ ، فَقُلْ لَهُ : دُلَّنِي عَلَى حُوتٍ مَصْرُورٍ ، فِي بَعْضِ البُحورِ ، مُخْطَفِ الخُصورِ ، يَلْدَغُ كالزُّنْبُورِ ، وَيَعْتَمُّ بِالنُّورِ ، أَبُوهُ حَجَرٌ ، وَأُمُّهُ ذَكَرٌ ، وَرَأْسُهُ ذَهَبٌ ، وَاسْمُهُ لَهَبٌ ، وَباقِيهِ ذَنَبٌ ، لهُ فِي المَلْبُوسِ ، عَمَلُ السُّوسِ ، وَهُوَ في البَيْتِ ، آفَةُ الزَّيْتِ ، شِرِّيبٌ لا يَنْقَعُ ، أَكُولٌ لا يَشْبَعُ ، بَذُولٌ لا يَمْنَعُ ، يُنْمى إِلى الصُّعُودِ ، وَلاَ يَنْقَصُ مَالُهُ مِنْ جُودٍ ، يَسُوءُكَ مَا يَسُرُّهُ ، وَيَنْفَعُكَ مَا يَضُرُّهُ ، وَكُنْتُ أَكْتُمُكَ حَدِيثي ،

الصفحة 211