كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 214 """"""
ثُمَّ انْتَحَوْا عَجُزَ الفَلاَةِ ، وَأَخَذْنَا صَدْرَها ، وَهَلُمَّ جَرَّا ، حَتَّى طَلَعَ حُسْنُ الفَجْرِ مِنْ نِقَابِ الحِشْمَةِ ، وانْتُضِىَ سَيْفُ الصَّبْحِ مِنْ قِرَابِ الظُّلْمَةِ ، فَمَا طَلَعَتْ شَمْسُ النَّهَارِ ، إَلاَّ عَلَى الأَشْعَارِ وَالأَبْشَارِ ، وَمَا زِلْنَا بِالأَهْوَالِ نَدْرَأُ حُجُبَهَا ، وَبِالْفَلَوَاتِ نَقْطَعُ نَجَبَها ، حَتَّى حَلَلْنا المَرَاغَةَ ، وَكُلٌّ مِنَّا انْتَظَمَ إِلى رَفِيقٍ ، وَأَخَذَ فِي طَرِيقٍ ، وَانْضَمَّ إِلَىَّ شَابٌّ يَعْلُوهُ صَفَارٌ ، وَتعْلوهُ أَطْمَارٌ ، يُكْنَى أَبَا الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيَّ ، وَسِرْنَا فِي طَلَبِ أَبي جَابرٍ فَوَجَدْنَاهُ يَطْلُعُ مِنْ ذَاتِ لَظيً ، تُسْجَرُ بِالغَضَا ، فَعَمَدَ الإِسْكَنْدَرِيُّ إِلى رَجُلٍ فَاسْتَمَاحَهُ كفَّ مِلحٍ ، وَقَالَ لِلْخَبَّازِ : أَعِرْنِي رَأْسَ التَّنُّورِ ،

الصفحة 214