كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 220 """"""
لَمَحَتْني أَرْضٌ إِلاَّ فَقَأْتُ عَيْنَهَا ، وَلا انْتَظَمَتْ رُفْقَةٌ إِلاَّ وَلَجْتُ بَيْنَها ، فَأَنَا في الشَّرْقِ أُذْكَرُ ، وفي الغَرْبِ لا أُنْكَرُ ، فَما مَلِكٌ إِلاَّ وَطِئْتُ بِساطَهُ ، وَلا خَطْبٌ إِلاَّ خَرَقْتُ سِمَاطِهُ ، وَمَا سَكَنَتْ حَرْبٌ إِلاَّ وَكُنْتُ فِيها سَفِيراً ، َقْد جَرَّبَنِي الدَّهْرُ فِي زَمَنَي رَخَائِهِ وَبُوسِهِ ، وَلَقِيَنِي بِوَجْهِي بِشْرِهِ وَعُبُوسِهِ . فَمَا بُحْتُ لِبُوسِهِ إِلاَّ بِلَبُوسِهِ :
وَإِنْ كَاَنَ صَرْفُ الدَّهْرِ قِدْماً أَضَرَّ بِي وَحَمَّلَنِي مِنْ رَيْبِهِ مَا يُحَمِّلُ
فَقَدْ جَاءَ بِالإِحْسَانِ حَيْثُ أَحَلَّنِيمَحَلَّةَ صِدْقٍ لَيْسَ عَنْهَا مُحَوَّلُ
قُلْنَا : لا فُضَّ فُوكَ ، واللهِ أَنْتَ وَأَبْوكَ ، مَا يَحْرُمُ السُّكُوتُ إِلاَّ عَلَيْكَ ، وَلا يَحِلُّ النُّطْقُ إِلاَّ لَكَ ، فَمِنْ أَيْنَ طَلَعْتَ ? وَأَيَْ تَغْرُبُ ? وَمَا الَّذِي يَحْدُو أَمَلَكَ أَمَامَكَ ، وَيَسُوقُ غَرَضَكَ قُدَّامَكَ ? ? قَالَ : أَمَّا الوَطَنُ فَاليَمَنُ ، وَأَمَّا الوَطَرُ فَالمَطَرُ ، وَأَمَّا

الصفحة 220