كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 226 """"""
بِخُرْطُومِ فِيلٍ ، وَمَنْ لَحَظَنَا بِنَظَرٍ شَزْرٍ ، بِعْنَاهُ بِثَمَنٍ نَزْرٍ ، وَأَنْتَ لَمْ تَغْرِسْنِي لِيَقْتَلِعُنِي غُلاَمَكَ ، وَلا اشْتَرَيْتَني لِتَبِيعَني خُدَّامَكَ ، وَالمَرْءُ مِنْ غِلْمِانِهِ ، كَالْكِتَابِ مِنْ عُنْوَانِهِ ، فَإِنْ كَانَ جَفَاؤُهُمْ شَيْئاً أَمَرْتَ بِهِ فَمَا الَّذِي أَوْجَبَ ? وَإِنْ لَمْ تَكُنْ عَلِمْتَ بِهِ كَانَ أَعْجَبَ ثُمَّ قَالَ :
ظَفِرَتْ يَدَا خَلَفِ بْنِ أَحْمَدَ ؛ إِنَّهُ سَهْلُ الفِنَاءِ مُؤَدَّبُ الخُدَّامِ
أَوْ مَا رَأَيْتَ الجُودَ يَجْتَازُ الوَرى وَيَحِلُّ مِنْ يَدِهِ بِدَارِ مُقَامِ
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ : ثُمَّ أَعْرَضَ وَتَبِعْتُهُ أَسْتَعْطِفُهُ ، وَمَا زِلْتُ أُلاطِفُهُ حَتَّى انْصَرفَ ، بَعْدَ أَنْ حَلَفَ أَنْ لا أَوْرَدْتُ مَنْ أَسَاءَ عِشْرَتَهُ ، فَوَهَبْتُ لَهُ حُرْمَتَهُ .

الصفحة 226