كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 242 """"""
وَالقْضُبِ اليَمَانِيَّةِ ، وَالدُّرُوعِ السَّابِرِيَّةِ . وَالدَّرَقِ التُّبَّتيَّةِ ، وَالرِّمَاحِ الخَطِّيَّةِ ، وَالحِرَابِ البَرْبَرِيَّةِ ، وَالخَيْلِ العِتَاقِ الجُرْدِيَّةِ ، وَالبِغَالِ الأَرْمَنِيَّةِ ، وَالحُمْرُ المَرِيسِيَّةِ ، وَالدَّيَابِيجِ الرُّومِيَّةِ ، وَالْخُزُوزِ السُّوسِيَّةِ ، وَأَنْواعِ الطُّرَفِ وَالُّلطُفِ ، وَالهَدَايَا وَالتُّحَفِ ، مَعَ حُسْنِ الحَالِ ، وَكَثْرةِ المَالِ ، فَلَمَّا قَدِمْتُ بَغْدَادَ وَوَجَدَ القَوْمُ خَبَري ، وَمَا رُزقْتُهُ فِي سَفَرِي ، سُّرُّوا بِمَقْدَمِي ، وَصَارُوا بِأَجْمَعِهِمْ إِلَيَّ ، يَشْكُونَ مَا عِنْدَهُمْ مِنَ الوَحْشَةِ لِفَقْدِي ، وَمَا نَالَهُمْ لِبُعْدِي ، وَشَكَوْا شِدَّةَ الشَّوْقِ ، وَرُزْءَ التَّوْقِ وَجَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَعْتَذِرُ مِمَّا فَعَلَ ، وَيُظْهِرُ النَّدَمَ عَلى مَا صَنَعَ ، فَأَوْهَمْتُهُمْ أَنِّي قَدْ صَفَحْتُ عَنْهُمْ ، وَلَمْ أْظْهِرْ لَهُمْ أَثَرَ المَوْجِدَةِ عَلَيهِمْ بِمَا تَقَدَّمَ ، فَطَابَتْ نُفُوسُهُمْ ، وَسَكَنَتْ جَوَارحُهُمْ ، وَانْصَرَفُوا عَلى ذَلِكَ ، وَعَادُوا إِليَّ فِي اليَوْمِ الثَّانِي ، فَحَبَسْتُهُمْ عِنْدِي ، وَوَجَّهْتُ وَكِيلي إِلَى السُّوقِ فَلَمْ يَدَعْ شَيْئَاً تَقَدَّمْتُ بِشِرَائِهِ إِلاَّ أَتَى بِهِ ، وَكَانَتْ لَنَا طَبَّاخَةٌ حَاذِقَةٌ ؛ فَاتْخَذْتُ عِشْرِينَ لَوْنَاً مِنْ قَلاَيَا

الصفحة 242