كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 251 """"""
عَبْرَةٍ ، يَا أَبْغَى مِنْ إِبْرَةٍ ، يَا مَهَبِّ الخُفِّ ، يضا مَدْرَجَةَ الأَكُفِّ ، يَا كلِمَةَ لَيْتَ ، يا وَكْفَ البيْتِ ، يَا كَيْتَ وَكَيْتَ ، واللهِ لوْ وَضَعْتَ أسْتَكَ عَلَى النُّجُومِ ، وَدَلَّيْتَ رِجْلَكَ في التُّخُومِ ، وَاتَّخَذْتَ الشِّعْرَى خُفّاً ، وَالثُرَيَّا رَفَّاً ، وَجَعَلْتَ السَّماءَ مِنْوَالاً ، وَحِكْتَ الهَوَاءَ سِرْبالاً ، فَسَدَّيْتَهُ بِالْنَّسْرِ الطَّائِرِ ، وَأَلْحَمْتَهُ بالفَلَكِ الدَّائِرِ ، ما كُنْتَ إِلاَّ حَائِكاً .
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشامٍ : فَوَ اللهِ مَا عَلِمْتُ أَيَّ الرَّجُلَين أُوثِرُ ? وَمَا مِنْهُما إِلاَّ بَدِيع الْكَلاَمِ ، عَجِيبُ المَقَامِ ، أَلَدُّ الخِصَامِ ، فَتَرَكْتُهما ، وَالدِّينَارُ مُشاعٌ بَيْنَهُمَا ، وانْصَرَفْتُ وَمَا أَدْرِي مَا صَنَعَ الدَّهْرُ بِهِمَا .

الصفحة 251