كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 254 """"""
وَأَيُّ بَيْتٍ لا يَرْقَأُ دَمْعُهُ ? وَأَيُّ بَيْتٍ يَأْبِقُ كُلُّهُ ، إِلاَّ رِجْلُهُ ? وَأَيُّ بَيْتٍ لاَ يُعْرَفُ أَهْلُهُ ? وَأَيُّ بَيْتٍ هُوَ أَطْوَلُ مِنْ مِثْلِهِ ، كَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ ? وَأَيُّ بَيْتٍ لا يُمْكِنُ نَبْضُهُ ، وَلا تُحْتَفَرُ أَرْضُهُ ? وَأَيُّ بَيْتٍ نِصْفُهُ كَامِلٌ وَنِصْفُهُ سَرَابِلُ ? وَأَيُّ بَيْتٍ لا تُحْصَى عِدَّتُهُ ? وَأَيُّ بَيْتٍ يُرِيكَ مَا يُسَرُّ بِهِ ? وَأَيُّ بَيْتٍ لا يَسَعُهُ العَالَمُ ? وَأَيُّ بَيْتٍ نِصْفُهُ يَضْحَكُ وَنِصْفُهُ يَأَلَمُ ? وَأَيُّ بَيْتٍ إِنْ حُرِّكَ غُصْنُهُ ، ذَهَبَ حُسْنُهُ ? وَأَيُّ بَيْتٍ إِنْ جَمَعْنَاهُ ، ذَهَبَ مَعْنَاهُ ? وَأَيُّ بَيْتٍ إِنْ أَفْلَتْنَاهُ ، أَضْلَلْنَاهُ ? وَأَيُّ بَيْتٍ شَهْدُهُ سَمٌّ ? وَأَيُّ بَيْتٍ مَدْحُهُ ذَمٌّ ? وَأَيُّ بَيْتٍ لَفْظُهُ حُلْوٌ وَتَحْتَهُ غَمٌّ ? وَأَيُّ بَيْتٍ حَلُّهُ عِقْدٌ ، وَكُلُّهٌ نَقْدٌ ? وَأَيُّ بَيْتٍ نِصْفَهُ مَدٌّ ، وَنِصْفُهُ رَدٌّ ? وَأَيُّ بَيْتٍ نِصْفُهُ رَفْعٌ ، وَرَفْعُهُ صَفْعٌ ? وَأَيُّ بَيْتٍ طَرْدُهُ مَدْحٌ ? وَعَكْسُهُ قَدْحٌ ? وَأَيُّ بَيْتٍ هُوَ فِي طَوْفٍ صَلاَةُ الخَوْفِ ? وَأَيُّ بَيْتٍ يَأْكُلُهُ الشَّاءُ مَتَّى شَاءَ ? وَأَيُّ بَيْتٍ إِذَا أَصَابَ الرَّاسَ هَشَمَ الأَضْرَاسَ ، وَأَيُّ بَيْتٍ طَالَ ، حَتَّى بَلَغَ سِتَّةَ أَرْطَالٍ ? وَأَيُّ بَيْتٍ قَامَ ، ثُمَّ سَقَطَ وَنَامَ ? وَأَيُّ بَيْتٍ أَرَادَ أَنْ يَنْقُصُ فَزَادَ ? وَأَيُّ بَيْتٍ كَادَ يَذْهَبُ فَعَادَ ? وَأَيُّ بَيْتٍ حَرَبَ العِرَاقَ ? وَأَيُّ بَيْتٍ فَتَحَ البَصْرَةَ ? وَأَيُّ بَيْتٍ ذَابَ ، تَحْتَ العَذَابَ ? وَأَيُّ بَيْتٍ شَابَ ، قَبْلَ الشَّبَابَ ? وَأَيُّ بَيْتٍ عَادَ قَبْلَ المِيعَادَ ? وأَيُّ بَيْتٍ حَلَّ ، ثُمَّ اضْمَحَّلَ ? وَأَيُّ بَيْتٍ أُمِرَ ، ثُمَّ اسْتَمَرَّ ? وَأَيُّ بَيْتٍ أَصْلَحَ ، حَتَّى صَلَحَ ? وَأَيُّ بَيْتٍ اسْبَقَ مِنْ سَهْمِ الطِّرِمَّاحِ ? وَأَيُّ بَيْتٍ خَرَجَ مِنْ عَيْنِهِمْ ? وَأَيُ بَيْتٍ ضَاقَ ، وَوَسِعَ الآفَاقَ ? وَأَيُّ بَيْتٍ رَجِعَ ، فَهَاجَ الوَجَعَ ? وَأَيُّ بَيْتٍ نِصْفُهُ ذَهَبٌ ، وَبَاقِيهِ ذَنَبٌ ? وَأَيُّ بَيْتٍ بِعْضُهُ ظَلامٌ ، وَبَعْضُهُ مُدَامٌ ? وَأَيُّ بَيْتٍ جَعَلَ فَاعِلُهُ مَفْعُولاً ، وَعَاقِلُهُ مَعْقُولاً ? وَأَيُّ بَيْتٍ كُلُّهُ حُرْمَةٌ ? وَأَيُّ بَيْتَيْنِ هُمَا كَقِطَارِ الإِبِلِ ? وَأَيُّ بَيْتٍ يَنْزِلُ مِنْ عَالٍ ? وَأَيُّ بَيْتٍ طِيَرَتُهُ فِي الفَالِ ? وَأَيُّ بَيْتٍ آخِرُهُ يَهْرُبُ ، وَأَوَّلُهُ يَطْلُبُ ? وَأَيُّ بَيْتٍ أَوَّلُهُ يَهِبُ ، وَآخِرُهُ يَنْهَبُ ? .
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ : فَسَمِعْنَا شَيْئاً لَمْ نَكُنْ سَمِعْنَاهُ ، وَسَأَلْنَاهُ التَّفْسِيرَ فَمَنَعْنَاهُ ، وَحَسِبْنَاهُ أَلْفَاظاً قَدْ جُوِّدَ نَحْتُهُا ، وَلا مَعَانِيَ تَحْتَها ، فَقَالَ : اخْتَاروا مِنْ هذِهِ المَسَائِلِ خَمْساً لأُفَسِّرَهَا ، وَاجْتَهِدُوا فِي البَاقِي أَيَّامَاً ، فَلَعَلَّ إِنَاءَكُمْ يَرْشَحُ ، وَلَعَلَّ خَاطِرَكُمْ يَسْمَحُ ، ثُمَّ إِنْ عَجِزْتُمْ فَاسْتَأَنِفُوا التَّلاَقِيَ ،

الصفحة 254