كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 264 """"""
فِي الإِخْلاَفِ ، إِلاَّ بِشَجَرِ الخِلافٍ ، زَهْرُهُ يَمْلأُ العَيْنَ ، وَلا ثَمَرَ فِي البَيْنِ .
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ : فَلَمَّا بَلَغَ هَذا المَكَانَ قَطَعْتُ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : حَرَسَكَ اللهُ أَلَسْتَ الإِسْكَنْدَرِيَّ ? فَقَالَ : وَأَدَامَ حِرَاسَتَكَ ، مَا أَحْسَنَ فِرَاسَتكَ فَقُلْتُ : مَرحَباً بِأَمِيرِ الكَلاَمِ ، وَأَهْلاً بِضَالَّةِ الكِرَامِ ، لَقَدْ نَشَدْتُهَا حَتَّى وَجَدْتُهَا ، وَطَلَبْتُهَا ، حَتَّى أَصَبْتُهَا ، ثُمَّ تَرَافَقْنَا حَتَّى اجْتَذَبَني نَجْدٌ ، وَلَقِمَهُ وَهْدٌ ، وَصَعَّدِتُ وَصَوَّبَ ، وَشَرَّقْتُ وَغَرَّبْ ، فَقُلْتُ عَلَى أَثَرِهِ :
يَالَيْتَ شِعْريَ عَنْ أَخٍ ضَاقَتْ يَدَاهُ وَطَالَ صيتُهْ
قَدْ بَاتَ بَارِحَةً لَدَيَّ فَأَيْنَ لَيْلَتَنا مَبِيتهْ

الصفحة 264