كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 271 """"""
مِحْرَابِهِ ، وَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلى أَصْحَابِهِ ، وَجَعَلَ يُطِيلُ إِطْرَاقِهِ ، وَيُدِيمُ اسْتِنْشَاقَهُ ، ثُمًّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ خَلَطَ فِي سِيرَتِهِ ، وابْتُلِيَ بِقَاذُورَتِهِ ، فَلْيَسَعْهُ دِيماسُهُ ، دُونَ أَنْ تُنَجِّسَنَا أَنْفَاسَهُ ، إِنِّي لأَجِدُ مُنْذُ اليَومِ ، رِيحَ أُُمِّ الكَبَائِرِ مِنْ بَعْضِ القَوْمِ ، فَمَا جَزَاءُ مَنْ بَاتَ صَرِيعَ الطَاغُوتِ ، ثُمَّ ابْتَكَرَ إِلَى هذِهِ البُيُوتِ ، الَّتِي أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ ، وَبِدَابِرِ هَؤُلاءِ أَنْ يُقْطَعْ ، وَأَشَارَ إِلَيْنَا ، فَتَأَلَّبَتِ الجَمَاعَةُ عَلَيْنَا ، حَتَّى مُزِّقَتِ الأَرْدِيَةُ ، وَدَمِيَتِ الأَقْفِيَةُ ، وَحَتَّى أَقْسَمْنَا لَهُمْ لا عُدْنَا ، وَأَفْلَتْنَا مِنْ بَيْنِهِمْ وَمَا كِدْنَا ، وَكُلُّنَا مُغْتَفِرٌ لِلْسَلامَةِ ، مِثْلَ هَذِهِ الآفَةِ ، وَسَأَلْنَا مَنْ مَرَّ بِنَا مِنَ الصِّبْيَةِ ، عَنْ

الصفحة 271