كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 286 """"""
وَأَطْلَقْتُ المَهَّنَد مِنْ يَمِيِني فَقَدَّ لَهُ مِنَ الأَضْلاَعِ عَشْرَا
فَخَرَّ مُجَدَّلاً بِدَمٍ كَأنيَّ هَدَمْتُ بِهِ بِناءً مُشْمَخِرا
وَقُلْتُ لَهُ : يَعِزُّ عَلَّي أَنِّي قَتَلْتُ مُنَاسِبي جَلَداً وَفَخْرَا ?
وَلَكِنْ رُمْتَ شَيْئاً لمْ يَرُمْهُ سِوَاكَ ، فَلمْ أُطِقْ يالَيْثُ صَبْرَا
تُحاوِلُ أَنْ تُعَلِّمنِي فِرَاراً لَعَمْرُ أَبِيكَ قَدْ حَاوَلْتَ نُكْرَا
فَلاَ تَجْزَعْ ؛ فَقَدْ لاقَيْتَ حُرًّا يُحَاذِرُ أَنْ يُعَابَ ؛ فَمُتَّ حُرَّا
فَإِنْ تَكُ قَدْ قُتِلْتَ فَليْسَ عَاراً فَقَدْ لاَقَيْتَ ذا طَرَفَيْنِ حُرَّا
فَلمَّا بَلَغَتِ الأَبْيَاتُ عَمَّهُ نَدِمَ عَلَى ما مَنَعَهُ تَزْوِيجَهَا ، وَخَشِيَ أَنْ تَغْتَالَهُ الحَيَّةُ ، فَقَامَ في أَثرِهِ ، وَبَلَغَهُ وَقَدْ مَلكَتَهُ سَوْرَةُ الحَيَّةِ ، فَلمَّا رَأَى عَمَّهُ أَخَذَتْهُ حَمِيَّةُ الجَاهِلِيَّةِ ،

الصفحة 286