كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 38 """"""
بِقَلْبٍ سَاقَهُ قَدْرٌ ، وَسَيْفٍ كُلُّهُ أَثْرٌ ، وَمَلَكَتْهُ سَوْرَةُ الأَسَدِ فَخَانَتْهُ أَرْضُ قَدَمِهِ ، حَتَّى سَقَطَ لِيَدِهِ وَفَمِهِ ، وَتَجَاوَزَ الأَسَدُ مَصْرَعَهُ ، إِلَى مَنْ كَانَ مَعَهُ ، وَدَعَا الْحَيْنَ أَخَاهُ ، بِمِثْلِ مَا دَعَاهُ ، فَصارَ إِلَيْهِ ، وَعَقَلَ الرُّعْبُ يَدَيهِ ، فَأَخَذَ أَرْضَهُ ، وَافْتَرشَ اللَّيثُ صَدْرَهُ ، وَلَكِّنْي رَمَيْتُهُ بِعِمَامَتِي ، وَشَغلتُ فَمَهُ ، حَتَّى حَقَنْتُ دَمَهُ ، وَقَامَ الفَتَى فَوَجَأَ بَطْنَهُ ، حتَّى هَلَكَ الفَتَى مِنْ خَوْفِهِ ، والأَسَدُ لِلْوَجْأَةِ في جَوفِهِ ، ونَهَضْنا فِي أَثَرِ الخَيْلِ فَتَأَلَّفْنا مِنْهَا ما ثَبَتَ ، وَتَرَكْنَا مَا أَفْلَتَ ، َوعُدْنَا إِلى الرَّفِيقِ لِنُجَهِّزَهُ

الصفحة 38