كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية
"""""" صفحة رقم 39 """"""
فَلمَّا حَثَونَا التُّرْبَ فَوْقَ رَفِيقَنَا جَزِعْنَا وَلَكِنْ أَيُّ سَاعَةِ مَجْزَعِ
وَعُدُنَا إِلَى الفَلاةِ ، وَهَبَطْنَا أَرْضَهَا ، وَسِرْنَا حَتَّى إِذَا ضَمِرَتِ المَزَادُ ، وَنَفِدَ الزَّادُ أَوْ كَادَ يُدْرِكُهُ الْنَّفادُ ، وَلَمْ نَمْلِكِ الذَّهَابِ وَلاَ الرُّجُوعَ ، وَخِفْنَا القَاتِلِينَ الظَّمَأَ وَالجُوعَ ، عَنَّ لَنَا فَارِسٌ فَصَمَدْنَا صَمْدَهُ ، وَقَصَدْنَا قَصْدَهُ ، وَلَمَّا بَلَغَنَا نَزَلَ عَنْ حُرِّ فَرَسَهَ يَنْقُشُ الأَرْضَ بِشَفَتَيهِ ، ويَلْقِي التُّرَابَ بِيَدَيْهِ ، وَعَمَدَنْي مِنْ بَيْنِ الجَمَاعَةِ ، فَقَّبَلَ رِكَابِي ، وَتَحَّرَمَ بِجَنَابِي ، وَنَظَرْتُ فَإِذْا هُوَ وَجْهٌ يَبْرُقُ بَرْقَ العَارِضِ المُتَهَلِّلِ ، وَقَوَامٌ مَتَى مَا تَرَقَّ العَيْنُ فِيهِ تَسَهَّل ، وَعَارِضٌ قَدِ اخْضَرَّ ، وَشَارِبٌ قَدْ
الصفحة 39