كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية
"""""" صفحة رقم 40 """"""
طَرًّ ، وَسَاعِدٌ مَلآنٌ ، وَقَضِيبٌ رَيَّانُ ، ونِجَارٌ تُرْكِيٌ ، وَزِيٌ مَلَكِيٌ ، فَقُلْنَا : مَالَكَ لاَ أَبَالكَ ? فَقَالَ : أَنَا عَبْدُ بَعْضِ الْمُلوكِ ، هَمَّ مِنْ قَتْلي بِهَمٍّ ، فَهِمْتُ عَلى وَجْهِي إِلى حَيْثُ تَرانِي ، وَشَهِدَتْ شَوَاهِدُ حالهِ ، على صِدْقِ مَقَالِهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَنَا اليَومَ عَبْدُكَ ، وَمَالِي مَالُكَ ، فَقُلْتُ : بُشْرَى لَكَ وَبِكَ ، أَدَّاكَ سَيْرُكَ إِلَى فِنَاءٍ رَحْبٍ ، وَعَيْشٍ رَطْبٍ ، وَهَنْأَتْنِي الْجَمَاعَةُ ، وَجَعَلَ ينْظُرُ فَتَقْتُلَنَا أَلْحَاظَهُ ، وَيَنْطِقُ فَتَفْتِنٌنَا أَلْفَاظَهُ ، فَقَالَ : يَا سَادَةُ إِنَّ فِي سَفْحِ الجَبَلِ عَيْنَاً ، وَقَدْ رَكِبْتُمْ فُلاَةً عَوْرَاءَ ، فَخُذُوا مِنْ هُنَالِكَ الْمَاءَ ، فَلَوَيْنَا الأَعِنَةَ إِلى حَيثُ أشَارَ ، وَبَلَغْنَاهُ وَقَدْ صَهَرَتِ الهَاجِرَةُ
الصفحة 40