كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية
"""""" صفحة رقم 42 """"""
شَغَفَاً ? فَقٌلْنَا : هَاتِ : فَعَمَدَ إِلَى قَوْسِ أَحَدِنَا فَأَوْتَرَهُ ، وَفَوَّقَ سَهْمَاً فَرَمَاهُ فِي السَّماءِ ، وَأَتْبَعَهُ بِآخَرَ فَشَقَّهُ في الهَواءِ ، وَقَالَ : سَأُرِيكمْ نَوعَاً آخَرَ ، ثُمَّ عَمَدَ إِلى كِنَانَتي فَأَخَذَهَا ، وإِلَى فَرَسِي فَعَلاهُ ، وَرَمَى أَحَدَنا بِسَهْمٍ أَثْبَتَهُ فِي صَدْرِهِ ، وَآخَرَ طَيَّرَهُ منْ ظَهْرِهِ ، فَقُلْتُ وَيْحَكَ مَا تَصْنَعُ ? قَالَ : اسْكُتْ يَا لُكَعُ ، وَاللهِ لَيَشُدَّنَ كُلٌ مِنْكُمْ يَدَ رَفِيِقِهِ ، أَوْ لأُغِصِنَّهُ بِرِيِقهِ ، فَلَمْ نَدْرِ مَا نَصْنَعْ وَأَفْرَاسُنَا مَرْبُوطَةٌ ، وَسُروجَنَا مَحْطُوطَةٌ ، وَأَسْلِحَتُنْا بَعِيدَةٌ ، وَهْوَ رَاكِبٌ وَنَحْنُ رَجَّالَةٌ ، وَالقَوْسُ فِي يَدِهِ يَرْشِقُ بِهَا الظُّهُورَ ، وَيَمْشُقُ بِهَا الْبُطُونَ والْصُّدُورَ ، وَحِينَ رَأَيْنَا الْجِدَّ ، أَخَذْنَا الْقِدَّ ، فَشَدَّ
الصفحة 42