كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 73 """"""
مَاءِ السُّمَّاقِ ، لِيأَكُلَهُ أَبُو زَيْدٍ هَنيَّاً ، فَأنْخّى الشَّواءُ بِسَاطُورِهِ ، عَلَى زُبْدَةِ تَنُّورِهِ ، فَجَعَلها كَالكَحْلِ سَحْقاً ، وَكَالطِّحْنِ دَقْا ، ثُمَّ جَلسَ وَجَلَسْتُ ، ولا يَئِسَ وَلا يَئِسْتُ ، حَتَّى اسْتَوفَيْنَا ، وَقُلْتُ لِصَاحِبِ الحَلْوَى : زِنْ لأَبي زَيْدٍ مِنَ اللُّوزِينج رِطْلَيْنِ فَهْوَ أَجْرَى فِي الحُلْوقِ ، وَأَمْضَى فِي العُرُوقِ ، وَلْيَكُنْ لَيْلَّي العُمْرِ ، يَوْمِيَّ النَّشْرِ ، رَقِيقَ القِشْرِ ، كَثِيفِ الحَشْو ، لُؤْلُؤِيَّ الدُّهْنِ ، كَوْكَبيَّ اللَّوْنِ ، يَذُوبُ كَالصَّمْغِ ، قَبْلَ المَضْغِ ، لِيَأْكُلَهُ أَبَو َزيْدٍ هَنِيَّاً ، قَالَ : فَوَزَنَهُ ثُمَّ قَعَدَ وَقَعدْتُ ، وَجَرَّدَ وَجَرَّدْتُ ، حَتىَّ اسْتَوْفَيْنَاهُ ، ثُمَّ قُلْتُ : يَا أَبَا زَيْدٍ مَا أَحْوَجَنَا إِلَى مَاءٍ يُشَعْشِعُ بِالثَّلْجِ ، لِيَقْمَعَ هَذِهِ الصَّارَّةَ ، وَيَفْثأَ هذِهِ اللُّقَمَ الحَارَّةَ ، اجْلِسْ يَا أَبَا َزيْدٍ حَتَّى نأْتِيكَ بِسَقَّاءٍ ،

الصفحة 73