كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 9 """"""
لِلرَّغْبَة بَنَانُهُ ، قُلْنَا : فَما تَقُولُ فِي الْنَّابِغَةِ ? قالَ : يَثلِبُ إِذَا حَنِقَ ، وَيَمْدَحُ إِذَا رَغِبَ ، وَيَعْتَذِرُ إِذَا رَهِبَ ، فَلاَ يَرْمي إِلاَّ صَائِباً ، قُلْنَا : فَمَا تَقُولُ فِي زُهَيرٍ ? قَالَ يُذِيبُ الشِّعرَ ، والشعْرُ يُذيبَهُ ، وَيَدعُو القَولَ وَالسِّحْرَ يُجِيبُهُ ، قُلْنَا : فَمَا تَقُولُ فِي طَرَفَةَ : قَالَ : هُوَ ماَءُ الأشْعَارِ وَطينَتُها ، وَكَنْزُ الْقَوَافِي وَمَديِنَتُهَا ، مَاتَ وَلَمْ تَظْهَرْ أَسْرَارُ دَفَائِنِهِ وَلَمْ تُفْتَحْ أَغْلاَقُ خَزَائِنِهِ ، قُلْنَا : فَمَا تَقُولُ فِي جَرِيرٍ وَالْفَرَزْدَقِ ? أَيُّهُمَا أَسْبَقُ ? فَقَالَ : جَرِيرٌ أَرَقُّ شِعْراً ، وَأَغْزَرُ غَزْراً وَالْفَرَزْدَقُ أَمْتَنُ صَخْراً ، وَأَكْثَرُ فَخْراً وَجَرِيرٌ أَوْجَعُ هَجْواً ، وَأَشْرَفُ يَوْماً وَالْفَرَزْدَقُ أَكَثَرُ رَوْماً ، وَأَكْرَمُ قَوْماً ، وَجَرِيرٌ إِذَا نَسَبَ أَشْجَى ، وَإِذَا ثَلَبَ أَرْدَى ، وَإِذَا مَدَحَ أَسْنَى ، وَالْفَرزدقُ إِذَا افْتَخَرَ أَجْزَى ، وَإِذَا احْتَقرَ أَزرَى ، وَإِذا وصَفَ

الصفحة 9