كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 96 """"""
يا ذَا الَّذِي يَعْنيهِ ذَا الثَّناءُ ما يَتَقَضَّى قَدْرَكَ الإِطْرَاءُ
امْضِ إلِى اللهِ لِكِ الجِزِاءُ ورَحِمَ اللهُ مَنْ شَدَّهَا فِي قَرَنِ مِثْلِها ، وَآنَسَهَا بُأخُتِها ، فَنَالَهُ النَّاسُ ما نالُوهُ ، ثُمَّ فَارَقَهُمْ وَتَبِعْتُهُ ، وَعَلِمْتُ أَنَّهُ مُتَعَامٍ ، لِسُرْعَةِ ما عَرَفَ الدِّينَارَ ، فَلَمَّا نَظَمَتْنَا خَلْوَةٌ ، مَدَدْتُ يُمْنَايَ إِلى يُسْرَى عَضُدَيْهِ وَقُلْتُ : واللهِ لَتُرَينِّي سِرَّكَ ، أَوْ لأَكْشِفَنَّ سِتْرَكَ ، فَفَتَحَ عَنْ تَوْأَمَتَيْ لَوْزٍ ، وَحَدَرْتُ لِثَامَهُ عَنْ وَجْهِهِ ، فإِذَا وَاللهِ شَيْخُنَا أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ ، فَقُلْتُ : أَنْتَ أَبو الفَتْحِ ? فَقَالَ : لا
أَنَا أَبُو قَلَمُونٍ فِي كُلِّ لَوْنٍ أَكُونُ
أَخْتَرْ مِنَ الكَسْبِ دُوناً فإِنَّ دَهْرَكَ دُونُ
زَجَّ الزَّمَانَ بَحُمْقٍ إِنَّ الزَّمَانَ زَبُونُ
لا تُكَذَبَنَّ بِعَقْلٍ ما العَقْلُ إِلاَّ الجُنُونُ

الصفحة 96