كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 99 """"""
كَرِيمٍ يَجْلو غَياهِبَ هذِهِ البُؤُوسِ ، وَيَفُلُّ شَبَا هذِهِ النُّحوسِ ? ثُمَّ قَعَدَ مُرْتَفِقاً وَقالَ للْطِّفْلِ : أَنْتَ وَشَاْنُكَ ، فقالَ : ما عَسى أَنْ أَقُولَ وَهذا الكلامُ لَوْ لَقِيَ الشَّعْرَ لَحَلَقَهُ ، أَوْ الصَّخْرَ لَفَلَقهُ ، وإِنَّ قَلْباً لَمْ يُنْضِجْهُ ما قُلْتَ لنِيءٌ ، وَقَدْ سَمِعْتُمْ يَا قَوْمُ ، مَا لَمْ تَسْمَعُوا قَبْلَ اليَوْمِ ، فلْيِشْغَلْ كُلُّ مِنْكُمْ بِالجُودِ يَدَهُ ، وَلْيَذْكُرْ غَدَهُ ، وَاقِياً بِيَ ولَدَهُ ، واذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ، وأَعْطُوني أَشْكُرْكُمْ .
قَالَ عِيسَى بْنُ هشَامٍ : فَمَا آنَسَني فِي وَحْدَتِي إِلاَّ خَاتَمُ خَتَّمْتُ بِهِ خِنْصَرَهُ ، فَلَمَّا تَنَاوَلَهُ أنْشَأَ يصِفُ الخَاتَمَ عَلى الإِصْبَعِ ، وَجَعَلَ يَقُولُ :
ومُمَنْطَقٍ مِنْ نَفْسِهِ بِقِلادَةِ الجَوزَاءَ حُسْنَا

الصفحة 99