كتاب تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة)

وإني لأحس أحياناً أن لابن حزم صورة طاغية على جنبات هذا الكتاب، وهذا أمر طبيعي قي رأيي وأنا أؤرخ هذا العصر لان ابن حزم قد أرخ هذا العصر نفسه على نحو موجز متقطع حين كتب في تاريخ أمرائه وعلمائه ومؤلفاته وأنساب أهله، وهو علم أندلسي لا يستطيع الدارس أن يغفله أو يغفل أحكامه، وهو حجة عند الأندلسيين في الخبر، وهو إلى ذلك كله صورة الأندلس نفسها حين أرادت لذاتها شخصية مستقلة.
ولما تحدثت بأمر الكتاب إلى بعض العارفين لقيت منهم تشجيعا كثيرا على المضي فيه وأنا أشكر لهم ثقتهم في وتفضلهم علي، وأخص بالذكر منهم أستاذي وصديقي: الدكتور حسين مؤنس والدكتور شوقي ضيف، فقد أبديا عطفا مخلصا على هذه الدراسة. أما أخي الدكتور محمد يوسف نجم فأني أعجز عن أن أقدر العون الذي يبذله حق قدره، حتى ليتضاءل في جانبه جهدي الأصيل ومن حق الصديق ألا تحجب صداقته وجه فضله، حفظه الله ورعاه. هذا ويطيب لي أن أقدم شكري الجزيل للأستاذ الدكتور صلاح الدين المنجد مدير معهد المخطوطات والأستاذ فؤاد السيد أمين المخطوطات بدار الكتب على مساعدتهما القيمة لي في تسهيل وصولي إلى ما أحتاجه من الأصول.
وأني لأرجو أن يجد هذا الكتاب قبولا وان يمنحني ذلك الثقة التي تدفعني إلى تتبع أدوار الأدب الأندلسي بالتاريخ والنقد، ليكون هذا الكتاب حلقة أولى في سلسلة من عدة حلقات، والله الموفق.
إحسان عباس
جامعة الخرطوم؟ كانون الأول [ديسمبر] 1959

الصفحة 3