كتاب القصيدة العجيبة والمفردة الغريبة ذات الأسئلة المفحمة والمعاني المحكمة

المقدمة
الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيّد الأنبياء والمرسلين، سيّدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبه أجمعين، أمّا بعد:
فلا شكّ أن فنّ الإلغازِ والمعاياةِ والتعجيزِ مشتهرٌ من قديم بينَ العلماء؛ فقد كان العلماءُ يَمتحنون بها، ويُبرزون بها تقدّمَهم وعِلمَهم، وبرَز في هذا النوعِ الإمامُ الحريريّ في مقاماتِه، حيث خصّص المقامة الطّيْبِيّة لفنّ الألغازِ الفقهية (¬١)، وكذلك فعلَ الزمخشريّ في إحدى مقاماتِه وسمّاها مقامةَ النحو (¬٢)، وكذلك صنّف كتابًا مستقلًا للألغاز، وشرحَه العلَمُ السخاويّ في مُنيرِ الدّياجي (¬٣)، وكذلك فعلَ السيوطيّ في الأشباهِ والنظائرِ، حيث خصّص القِسمَ الخامسَ من الكتابِ لهذا النوع وسماه الطِّراز في الألغاز (¬٤)، وأمّا ما نحن فيه الآن فهو مِن هذا الباب، وهو قصيدةٌ لابن الخشّاب، وجّهها -على الأرجح- لأبي البركاتِ بنِ الأنباريّ، وفي المسألةِ خلافٌ حرّرناه في الدّراسة، وقسّمنا هذا العمل إلى قسمين: الأول منهما يتعلق بالمصنِّف والمصنَّف، والقسم الثاني يتعلقُ بالتّحقيق.
_________
(¬١) انظر: مقامات الحريري ٢٤٠.
(¬٢) انظر: مقامات الزمخشري ١٩٥.
(¬٣) انظر: منير الدياجي ١\ ٢٣٤.
(¬٤) انظر: الأشباه والنظائر ٢\ ٥٨٨.

الصفحة 11