كتاب الأنواء في مواسم العرب لابن قتيبة الدينوري

فى يدها؛ فطلقته. «خطّأ الله نوءها ألا طلّقت نفسها» ، يريد: أخلى الله نوءها من المطر. والمعنى حرمها الله الخير كما حرم من لم يمطر وقت المطر، وكذلك قول عمر للعباس حين استسقى به: «يا عمّ رسول الله، كم بقى من نوء الثريا» فان العلماء بها يزعمون أنها تعترض فى الافق سبعا كأنه علم أن نوء الثريا وقت يرجا فيه المطر ويؤمّل فسأله عنه: «أخرج، ام بقيت منه بقيّة؟» - ن.
20) والنوع الآخر هو أن يجعل الفعل للكوكب فيكون عنده هو الذى أنشأ السحاب، وأتى بالمطر وهذا من امور الجاهلية. وإياه أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلث من امور الجاهلية: الطعن فى الأنساب، والنياحة، والأنواء» «1» وقال: «إن الله عز وجل يقول ما انعمت على عبادى نعمة إلّا اصبحت طائفة منهم بها كافرين، يقولون:
مطرنا بنوء كذا وكذا؛ فأما من آمن بى/ وحمدنى على سقياى، فذلك الذى آمن بى وكفر بالكواكب «2» » وقال «لو أن الله حبس القطر عن

الصفحة 14