كتاب الأنواء في مواسم العرب لابن قتيبة الدينوري

الساجع: «طلع النجم عشاء، ابتغى الراعى كساء» «1» /. وقال الأعشى:
يراقبن من جوع جلاء مخافة ... نجوم الثريا الطالعات الشواخصا «2»
يريد أنهن يعلمن أن الضيق وظلف العيش دائم ما دامت الثريا طالعة عشاء. فهن يراقبنها ويقدّرن لهن «3» وينتظرن لين الزمان.
34) وفى توسلطها للسماء مع غروب الشمس فى شدة البرد يقول ساجع العرب «اذا أمست الثريا قمّ رأس، ففى الدّثار فاخنس، وعظماهنّ فاحدس، وإن سئلت فاعبس ثم اعبس» «4» «قمّ رأس» ، يريد إذا صارت الثريا عند المساء حذاء رأس القائم، «فاخنس فى الدثار» ، يريد استتر من البرد ولا تظهر ولا تسافر. وقوله «وعظماهن» فاحدس يريد عظمى الإبل فاصرع للنحر. قال مؤرّج «عند ذلك تقول الماعزة» الاست جهرى- أى عارية- والنبت ألوى، والشّعر دقاق، والجلد رقاق. ثم ثغت فرقا منه اى من هذا الوقت، وقوله «وإن سئلت فاعبس» ، يريد. أظهر العبوس لمن سألك، أمره بالمنع إبقاء على نفسه من كلب الزمان. وقال الكميت:

الصفحة 27