كتاب الأنواء في مواسم العرب لابن قتيبة الدينوري

«اطلعت» ، طلعت والحمرة محيطة بها فشبّه بياض الثريا فى الحمرة ببياض وجه الفتاة فى «المجاسد» ، وهى الثياب الحمر. فهذا من أمارات الجدب. وكذلك قول خداش بن زهير «1» :
إذا ما الثريا أظلمت فى اجتماعها ... فويق رؤوس الناس كالرفقة السّفر
«أظلمت» ، دخلت فى شدة الظلام، يريد نصف الليل حين صارت على قصد رؤوسهم. وفى مقارنة الهلال لها ليلة مهله، وذلك «2» قبل استسرارها بأيام، يقول كثيّر عزّة» :
/ فدع عنك سعدى إنما تسعف «3» النّوى قران «4» الثريا مرّة ثم تأفل «5» يقول إنما تلاقيها مرة واحدة فى السنة، ثم تفترقان كما يفارق «6» الثريا الهلال لأول ليلة مرة واحدة فى السنة، ثم تغيب.
36) وظهورها بالغداة عندهم بعد الاستسرار وذلك عند قوة الحرّ يقول الساجع «إذا طلع النجم غديّه، ابتغى الراعى شكيّه «7» » «وشكيه» تصغير شكوة، وهى قريبة صغيرة. يريد أنه لا يستغنى عن الماء لشدة

الصفحة 29