كتاب الأنواء في مواسم العرب لابن قتيبة الدينوري

يقال عرّد الرجل، إذا عدل ليفرّ. قال ذو الرمة يذكر أصحابه:
نبّهتهم من مهجع مردود «1» ... والنجم بين القمّ والتعريد «2»
يريد بالنجم، الثريا. «والقم» ، جمع قمة، الرأس. يريد أنها بين أن تكون فى وسط وبين أن تعدل عن الوسط. ويجوز أن يكون حاتم/ أراد: وقد عرد عيوق الثريا فغاب أى مال فغاب؛ فقلب. والقلب يأتى كثيرا فى كلام العرب والشعر والقرآن قال الله جلّ ثناؤه: (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى «3» )
أى تدلى فدنا.
43) وموضع العيّوق وراء الثريا فى جانب المجرّة الأيمن.
وهو كوكب أبيض ازهر منير. وهو إلى القطب اقرب من الثريا كثيرا. قال أبو ذؤيب يذكر حميرا:
فوزدن والعيّوق مقعد رابئ ... الضّرباء خلف النجم لا يتتلّع «4»
«رابئ الضّرباء» ، هو الأمين على أصحاب القداح. وهو يقعد وراءهم

الصفحة 35