كتاب الأنواء في مواسم العرب لابن قتيبة الدينوري

ويشرف عليهم. فان أحسّ من أحد منهم باحتيال، أخبر به، فاستأنفوا الافاضة. والرابئ، المشرف. يقال ربأت على القوم، أى أشرفت عليهم شبه العيّوق وراء «1» الثريا بالرقيب وراء الضاربين بالقداح. «لا يتتلع» أراد لا يتقدم.
44) ومما يدلّ على أنهما يطلعان معا، قول الأخطل، وذكر الابل:
إذا طلع العيّوق والنجم أولجت ... سوالفها بين السماكين والقلب «2»
يريد أن الثريا والعيوق يطلعان صبحا عند اشتداد الحر، فاذا طلعا، كان قلب العقرب والسماكان حينئذ طالعين «3» /ليلا فجعل مسيره ليلا، وأخبر مع هذا بسمته فى وجهه وانه مستقبل القبلة. قال بشر ابن أبى خازم «4» :
وعاندت الثريا بعد هدى ... معاندة لها العيّوق جار «5»
«عاندت» ، عدلت عن الطريق. «بعد هدئ» ، بعد ليل. «معاندة لها العيوق جار» ، أى معاندة من أجلها جاور العيوق، [والعيّوق «6» ] الثريا. ولم يرد أنهما اجتمعا أو تقاربا قربانا لأنه [....] عن تجاورهما أو زال به «7» احدهما. ولكن الكواكب إذا كبّدت السماء، تقارب ما بينهما «8»

الصفحة 36