كتاب الفرق بين الفرق

فى الطِّفْل انه لَا يلْزمه فى الْحَال الثَّانِيَة من حَال مَعْرفَته بِنَفسِهِ أَن يأتى بِجَمِيعِ معارف التَّوْحِيد وَالْعدْل بِلَا فصل وَكَذَلِكَ عَلَيْهِ ان يأتى مَعَ مَعْرفَته بتوحيد الله سُبْحَانَهُ وعدله بِمَعْرِِفَة جَمِيع مَا كلفه الله تَعَالَى بِفِعْلِهِ حَتَّى ان لم يَأْتِ بذلك كُله فى الْحَال الثَّانِيَة من مَعْرفَته بِنَفسِهِ وَمَات فى الْحَال الثَّالِثَة مَاتَ كَافِرًا وعدوا لله تَعَالَى مُسْتَحقّا للخلود فى النَّار واما مَعْرفَته بِمَا لَا يعرف الا بِالسَّمْعِ من جِهَة الاخبار فَعَلَيهِ ان يأتى بِمَعْرِِفَة ذَلِك فى الْحَال الثَّانِيَة من سَمَاعه للْخَبَر الذى يكون حجَّة قَاطِعَة للْعُذْر وَكَانَ بشر بن الْمُعْتَمِر يَقُول عَلَيْهِ ان يأتى بالمعارف الْعَقْلِيَّة فى الْحَال الثَّالِثَة مَعَ مَعْرفَته بِنَفسِهِ لَان الْحَال الثَّانِيَة حَال نظر وفكر فان لم يَأْتِ بهَا فى الْحَال الثَّالِثَة وَمَات فى الْحَال الرَّابِعَة كَانَ عدوا لله تَعَالَى مُسْتَحقّا للخلود فى النَّار فهذان القدريان اللَّذَان انكرا على الازارقة قَوْلهمَا بَان اطفال مخالفيهم فى النَّار وعَلى من زعم ان أَطْفَال الْمُشْركين فى النَّار قد زعما ان اطفال الْمُؤمنِينَ اذا مَاتُوا فى الْحَال الثَّالِثَة اَوْ الرَّابِعَة من معرفتهم بِأَنْفسِهِم قبل اتيانهم بالمعارف الْعَقْلِيَّة كفرة مخلدون فى النَّار من غير كفر اعتقدوه
الفضيحة التَّاسِعَة من فضائحه انه أجَاز حَرَكَة الْجِسْم الْكثير الاجزاء بحركة تحل فى بعض اجزائه وَلم يخبر مثل هَذَا فى اللَّوْن

الصفحة 112