كتاب الفرق بين الفرق

هَذَا الْعَالم ارْتَفَعت حَتَّى تجَاوز السَّمَاوَات وَالْعرش الا ان يكون من جِنْسهَا مَا تتصل بِهِ فَلَا تُفَارِقهُ وَقَالَ فى الرّوح ايضا انه اذا كَانَ فَارق الْجَسَد ارْتَفع ويستحيل مِنْهَا غير ذَلِك وَهَذَا بِعَيْنِه قَول الثنوية اذ الذى شَاب من اجزاء النُّور باجزاء الظلمَة اذا انْفَصل مِنْهَا ارْتَفع الى عَالم النُّور فان كَانَ يثبت فَوق السَّمَاء نورا تتصل بِهِ الارواح فَهُوَ ثنوى وان كَانَ يثبت فَوق الْهَوَاء نَارا يخلص اليها النيرَان المرتفعة فى الْهَوَاء فَهُوَ من جملَة الطبيعيين الَّذين زَعَمُوا ان مَسَافَة الْهَوَاء فى الِارْتفَاع عَن الاعراض سِتَّة عشر ميلًا وفوقها نَار مُتَّصِلَة بفلك الْقَمَر يلْحق بهَا مَا يرْتَفع من لَهب النَّار فَهُوَ اما ثنوى واما طبيعي يُدَلس نَفسه فى غمار الْمُسلمين
الفضيحة السَّابِعَة من فضائحه قَوْله بَان افعال الْحَيَوَان كلهَا من جنس وَاحِد وهى كلهَا حَرَكَة وَسُكُون والسكون عِنْده حَرَكَة اعْتِمَاد والعلوم والارادات عِنْده من جملَة الحركات وهى الاعراض والاعراض كلهَا عِنْده جنس وَاحِد وهى كلهَا حركات فاما الالوان والطعوم والاصوات والخواطر فهن عِنْده اجسام مُخْتَلفَة بِهِ ومتداخلة ونتيجة قَوْله بَان افعال الْحَيَوَان جنس وَاحِد توجب عَلَيْهِ ان يكون الايمان مثل الْكفْر وَالْعلم مثل الْجَهْل وَالْحب مثل البغض وان يكون فعل النبى عَلَيْهِ السَّلَام بِالْمُؤْمِنِينَ مثل فعل ابليس بالكافرين

الصفحة 121