كتاب الفرق بين الفرق

عَنهُ يرى قتل مخالفيه فى السِّرّ غيلَة وان كَانُوا من أهل مِلَّة الاسلام وَأهل السّنة يَقُولُونَ فى القوطى وَأَتْبَاعه إِن دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ حَلَال للْمُسلمين وَفِيه الْخمس وَلَيْسَ على قَاتل الْوَاحِد مِنْهُم قَود وَلَا دِيَة وَلَا كَفَّارَة بل لقاتله عِنْد الله تَعَالَى الْقرْبَة والزافى وَالْحَمْد لله على ذَلِك
ذكر المردادية مِنْهُم هَؤُلَاءِ اتِّبَاع عِيسَى بن صبيح الْمَعْرُوف بابى مُوسَى المردار وَكَانَ يُقَال لَهُ رَاهِب الْمُعْتَزلَة وَهَذَا اللقب لَائِق بِهِ ان كَانَ المُرَاد بِهِ مأخوذا من رَهْبَانِيَّة النَّصَارَى ولقبه بالمردار لَائِق بِهِ ايضا وَهُوَ فى الْجُمْلَة كَمَا قيل ... وَقل مَا أَبْصرت عَيْنَاك من رجل
الا وَمَعْنَاهُ ان فَكرت فى لقبه ...

وَكَانَ هَذَا المردار يزْعم ان النَّاس قادرون على ان يَأْتُوا بِمثل هَذَا الْقُرْآن وَبِمَا هُوَ افصح مِنْهُ كَمَا قَالَه النظام وفى هَذَا عناد مِنْهُمَا لقَوْل الله عز وَجل {قل لَئِن اجْتمعت الْإِنْس وَالْجِنّ على أَن يَأْتُوا بِمثل هَذَا الْقُرْآن لَا يأْتونَ بِمثلِهِ وَلَو كَانَ بَعضهم لبَعض ظهيرا} وَكَانَ المردار مَعَ ضلالته يَقُول بتكفير من لابس السُّلْطَان وَيَزْعُم انه لَا يَرث وَلَا يُورث وَكَانَ اسلافه من الْمُعْتَزلَة يَقُولُونَ فِيمَن لابس السُّلْطَان من موافقيهم فى الْقدر والاعتزال انه فَاسق لَا مُؤمن وَلَا كَافِر وافتى المردار بانه كَافِر وَالْعجب من

الصفحة 151