كتاب الفرق بين الفرق

لَيْسَ غير عَالم بشىء قَالَ عبد القاهر لِابْنِ حَرْب كتاب فى بَيَان ضلالاته وَقد نقضنا عَلَيْهِ وسمينا نقضنا عَلَيْهِ بِكِتَاب الْحَرْب على ابْن حَرْب وَفِيه نقض اصوله وفصوله بِحَمْد الله وَمِنْه ذكر الاسكافية مِنْهُم هَؤُلَاءِ اتِّبَاع مُحَمَّد بن عبد الله الاسكافى وَكَانَ قد أَخذ ضلالته فى الْقدر عَن جَعْفَر بن حَرْب ثمَّ خَالفه فى بعض فروعه وَزعم ان الله تَعَالَى يُوصف بِالْقُدْرَةِ على ظلم الاطفال والمجانين وَلَا يُوصف بِالْقُدْرَةِ على ظلم الْعُقَلَاء فَخرج عَن قَول النظام بِأَنَّهُ لَا يقدر على الظُّلم وَالْكذب وَخرج عَن قَول من قَالَ من أسلافه انه يقدر على الظُّلم وَالْكذب وَلكنه لَا يفعلهما لعلمه بقبحهما وغناه عَنْهُمَا وَجعل بَين الْقَوْلَيْنِ منزلَة فَزعم انه انما يقدر على ظلم من لَا عقل لَهُ وَلَا يقدر على ظلم الْعُقَلَاء واكفره اسلافه فى ذَلِك واكفرهم هُوَ فى خِلَافه وَمن تَدْقِيقه فى ضلالته قَوْله بانه يجوز ان يُقَال ان الله يكلم الْعباد وَلَا يجوز ان يُقَال انه يتَكَلَّم وَسَماهُ مكلما وَلم يسمه متكلما وَزعم ان متكلما يُوهم ان الْكَلَام قَامَ بِهِ ومكلم لَا يُوهم ذَلِك كَمَا ان متحركا يقتضى قيام الْحَرَكَة بِهِ ومتكلما يقتضى قيام الْكَلَام بِهِ فَصَحِيح عندنَا وَكَلَام الله تَعَالَى عندنَا قَائِم بِهِ واما أسلافه من الْقَدَرِيَّة فانهم يَقُولُونَ لَهُ ان اعتلالك هَذَا يُوجب عَلَيْك ان يكون الْمُتَكَلّم من بدن الانسان

الصفحة 155