كتاب الفرق بين الفرق

بِكَلَام هُوَ قدرته على القَوْل وَلم يزل قَائِلا بقائلية لَا يَقُول والقائلية قدرته على القَوْل وَقَوله حُرُوف حَادِثَة فِيهِ فَقَوْل الله تَعَالَى عِنْدهم حَادث فِيهِ وَكَلَامه قديم قَالَ عبد القاهر ناظرت بَعضهم فى هَذِه الْمَسْأَلَة فَقلت لَهُ اذا زعمت ان الْكَلَام هُوَ الْقُدْرَة على القَوْل والساكت عنْدك قَادر على القَوْل فى حَال سُكُوته لزمك على هَذَا القَوْل ان يكون السَّاكِت متكلما فالتزم ذَلِك وَمن تدقيق الكرامية فى هَذَا الْبَاب قَوْلهم انا نقُول ان الله تَعَالَى لم يزل خَالِقًا رازقا على الاطلاق وَلَا نقُول بالاضافة ان لم يزل خَالِقًا للمخلوقين ورازقا للمرزوقين وانما نذْكر هَذِه الاضافة عِنْد وجود المخلوقين والمرزوقين وَقَالُوا على هَذَا الْقيَاس ان الله تَعَالَى لم يزل معبودا وَلم يكن فى الازل معبود العابدين وانما صَار معبود العابدين عِنْد وجود العابدين وَوُجُود عِبَادَتهم لَهُ ثمَّ ان ابْن كرام ذكر فى كِتَابه الْمَعْرُوف بِعَذَاب الْقَبْر بَابا لَهُ تَرْجَمَة عَجِيبَة فَقَالَ بَاب فى كيفوفية الله عز وَجل وَلَا يدْرِي الْعَاقِل مماذا يتعجب أعن جسارته على اطلاق لفظ الْكَيْفِيَّة فى صِفَات الله تَعَالَى ام من قبح عِبَارَته عَن الْكَيْفِيَّة بالكيفوفية وَله من جنس هَذِه الْعبارَة أشكال مِنْهَا قَوْله فى بَاب الرَّد على أَصْحَاب الحَدِيث فى الايمان فان قَالُوا صحوفيتهم الايمان قَول وَعمل قيل لَهُم كَذَا وَكَذَا وَقد عبر عَن مَكَان معبوده فى بعض كتبه بالحيثوثية

الصفحة 207