كتاب الفرق بين الفرق

وَحكى ابْن الروندى فِي بعض كتبه عَن هِشَام انه قَالَ بَين الله وَبَين الاجسام المحسوسة تشابه من بعض الْوُجُوه لَوْلَا ذَلِك مَا دلّت عَلَيْهِ
وَذكر الجاحظ فِي بعض كتبه عَن هِشَام انه قَالَ ان الله عز وَجل انما يعلم مَا تَحت الثرى بالشعاع الْمُتَّصِل مِنْهُ والذاهب فِي عمق الأَرْض وَقَالُوا لَوْلَا مماسة شعاعه لما وَرَاء الاجسام السائرة لما رأى مَا وَرَاءَهَا وَلَا علمهَا وَذكر ابو عِيسَى الْوراق فِي كِتَابه أَن بعض أَصْحَاب هِشَام أَجَابَهُ الى أَن الله عز وَجل مماس لعرشه لَا يفصل عَن الْعَرْش وَلَا يفصل الْعَرْش عَنهُ وَقد روى أَن هشاما مَعَ ضلالته فِي التَّوْحِيد ضل فِي صِفَات الله أَيْضا فأحال القَوْل بِأَن الله لم يزل عَالما بالاشياء وَزعم أَنه علم الاشياء بعد أَن لم يكن عَالما بهَا بِعلم وان الْعلم صفة لَهُ لَيست هِيَ هُوَ وَلَا غَيره وَلَا بعضه قَالَ وَلَا يُقَال لعلمه انه قديم وَلَا مُحدث لانه صفة وَزعم ان الصّفة لَا تُوصَف وَقَالَ ايضا فِي قدرَة الله وسَمعه وبصره وحياته وإرادته انها لَا قديمَة وَلَا محدثة لَان الصّفة لَا تُوصَف وَقَالَ فِيهَا انها هى هُوَ وَلَا غَيره وَقَالَ ايضا لَو كَانَ لم يزل عَالما بالمعلومات لكَانَتْ المعلومات أزلية لانه لَا يَصح عَالم الا بِمَعْلُوم مَوْجُود كَأَنَّهُ أحَال تعلق الْعلم بالمعدوم

الصفحة 49