كتاب الفرق بين الفرق

يَدَيْهِ عدى بن حَاتِم الطائى وَهُوَ يَقُول ... نسير اذا مَا كاع قوم وبلدوا
برايات صدق كالنسور الخوافق ... الى شَرّ قوم من شراة تحزبوا
وعادوا إِلَه النَّاس رب الْمَشَارِق ... طغاة عماة مارقين عَن الْهدى
وكل ينفى قَوْله غير صَادِق ... وَفينَا على ذُو المعالى يقودنا
اليهم جهارا بِالسُّيُوفِ البوارق ...

فَلَمَّا قرب على مِنْهُم أرسل اليهم على أَن سلمُوا قَاتل عبد الله ابْن حباب فأرسلوا اليه إِنَّا كلنا قَتله وَلَئِن ظفرنا بك قتلناك فَأَتَاهُم على فِي جَيْشه وبرزوا اليه يجمعهُمْ فَقَالَ لَهُم قبل الْقِتَال مَاذَا نقمتم منى فَقَالُوا لَهُ اول مَا نقمنا مِنْك أَنا قاتلنا بَين يَديك يَوْم الْجمل فَلَمَّا انهزم أَصْحَاب الْجمل أبحت لنا مَا وجدنَا فِي عَسْكَرهمْ من المَال ومنعتنا من سبى نِسَائِهِم وذراريهم فَكيف استحللت مَالهم دون النِّسَاء والذرية فَقَالَ إِنَّمَا أبحت لكم أَمْوَالهم بَدَلا عَمَّا كَانُوا أَغَارُوا عَلَيْهِ من بَيت مَال الْبَصْرَة قبل قدومى عَلَيْهِم وَالنِّسَاء والذرية لم يقاتلونا وَكَانَ لَهُم حكم الاسلام بِحكم دَار الاسلام وَلم يكن مِنْهُم ردة عَن الاسلام وَلَا يجوز استرقاق من لم يكفر وَبعد لَو أبحت لكم النِّسَاء أَيّكُم يَأْخُذ عَائِشَة فى سَهْمه فَخَجِلَ الْقَوْم من هَذَا ثمَّ قَالُوا لَهُ نقمنا عَلَيْك محو إمرة أَمِير الْمُؤمنِينَ على اسْمك فِي الْكتاب بَيْنك وَبَين مُعَاوِيَة لما نازعك مُعَاوِيَة فِي ذَلِك

الصفحة 58