والأصل: بالية «1»؛ وأدغم الأولى في الثالثة وفتحها كما قالوا: إليّ وعليّ ولديّ بفتح الياء.
ومن قرأ: (وليّ الله) أسقط ياء الإضافة لأنه أسكنها ولقيت ساكنا آخر، والكسرة دالّة عليها «2».
- ونحو قوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب 33]، قرأ نافع وعاصم وأبو جعفر: (وقرن) بفتح القاف، وقرأ الباقون: (وقرن) بكسرها.
من قرأ بالفتح فالأصل: (أقررن) بفتح الراء الأولى، من (قررت بالمكان أقرّ)، وهي لغة في (قرّ يقرّ)، حكاها الكسائي والأخفش «3» وأنكرها المازني «4»، فاستثقل التضعيف في الكلمة، فحذفت الراء الأولى ونقلت فتحتها إلى القاف، فاستغني عن ألف الوصل، فبقي: (قرن)، كما قيل: ظلت ومست، والأصل:
ظللت ومسست «5».
__________
(1) انظر الكتاب: 4/ 406.
(2) انظر المعاني: 1/ 432، وإعراب السبع: 1/ 217، والحجة (خ): 168، والحجة (ع):
4/ 116 - 120، والموضح: 2/ 570 - 571.
(3) سعيد بن مسعدة، أبو الحسن، الأخفش الأوسط: من أهل بلخ، سكن البصرة، قرأ النحو على سيبويه وكان أسنّ منه، وكان معتزليا، له: معاني القرآن، والمقاييس في النحو، والعروض، والقوافي، والأصوات.
توفي سنة 215 هـ.
انظر البلغة: 145، والبغية: 1/ 590 - 591، والأعلام: 3/ 101 - 102.
(4) بكر بن محمد بن بقية، المازني، أبو عثمان: أحد الأئمة في النحو، أخذ عنه المبرد وجماعة، له: التصريف، والعروض، وما تلحن فيه العامة.
توفي سنة 249 هـ، وقيل غير ذلك.
انظر البلغة: 93 - 94، والبغية: 1/ 463 - 466، والأعلام: 2/ 69.
(5) انظر الكتاب: 4/ 422.