كتاب الجوانب الصوتية في كتب الاحتجاج للقراءات

قال الشاعر «1»:
خلا أنّ العتاق من المطايا ... أحسن به فهنّ إليه شوس «2»
أراد: أحسسن.
ومن قرأ بالكسر احتمل وجهين:
الأول: أن أصله: (أقررن) بكسر الراء الأولى، من (قررت بالمكان أقرّ)، وهي اللغة المشهورة، فاستثقل التضعيف في الكلمة، فحذفت «3» الراء الأولى ونقلت كسرتها إلى القاف، فاستغني عن ألف الوصل، فبقي: (قرن).
والآخر: أنه من (وقر يقر قرن)، من الوقار، مثل: (وعد يعد عدن) «4» «5».

2 - إحدى التاءين المبدوء بهما المضارع:
- نحو قوله تعالى: قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ [الأعراف 3]، قرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف: (تذكّرون) بالتخفيف، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وشعبة وأبو جعفر ويعقوب: (تذّكّرون) بالتشديد.
__________
(1) هو أبو زبيد الطائي، واسمه حرملة بن المنذر، والبيت في معاني القرآن: الفراء، 1/ 217؛ ومجاز القرآن: 2/ 28، 137؛ والمقتضب: 1/ 380؛ وإعراب السبع: 2/ 200؛ والمحتسب: 1/ 123، 269، 2/ 76؛ والموضح: 2/ 1034؛ والاقتضاب في شرح أدب الكتاب: ابن السيّد البطليوسي، دار الجيل، بيروت، 1973 م، ص 299.
(2) من قصيدة في وصف قوم سروا والأسد يقفو آثارهم لكي ينتهز فيهم فرصة. والعتاق من الخيل: النجائب. وشوس: جمع أشوس، وهو الذي ينظر بمؤخر عينه تكبرا وتغيظا.
(3) ويجوز عند أبي علي أن تكون الراء الأولى من (اقررن) قلبت ياء كقيراط ودينار، ثم نقلت كسرة الياء إلى القاف، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، واستغني عن ألف الوصل، فبقي:
(قرن) بكسر القاف.
(4) انظر المعاني: 2/ 282 - 283، وإعراب السبع: 2/ 199 - 200، والحجة (خ): 290، والحجة (ع): 5/ 475 - 476، والحجة (ز): 577، والكشف: 2/ 197 - 198، والهداية: 2/ 476، والمفاتيح: 322 -
333، والموضح: 2/ 1034 - 1035.
(5) انظر معاني القرآن: الفراء، 2/ 342؛ ومجاز القرآن: 2/ 137.

الصفحة 143