كتاب الجوانب الصوتية في كتب الاحتجاج للقراءات

الصالح) «1»، كذا تحفظ هذه اللفظة عن النبي، ومتى ما صح الشيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يحل للنحوي ولا غيره أن يعترض عليه.» «2»
ومنه قوله تعالى: بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ [آل عمران 125]، قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب: (مسوّمين) بكسر الواو، وقرأ الباقون:
(مسوّمين) بفتحها. قال أبو علي: «وذكر بعض شيوخنا أن الاختيار عنده الكسر، لما جاء في الخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر: (سوّموا فإن الملائكة قد سوّمت) «3»، فنسب الفعل إلى الملائكة.» «4»

ز- أسباب النزول:
- نحو قوله تعالى: وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ [البقرة 119]، قرأ نافع ويعقوب: (ولا تسأل) جزما على النهي، وقرأ الباقون: (ولا تسأل) رفعا على النفي. قال ابن خالويه: «فالحجة لمن رفع أنه أخبر بذلك، وجعل (لا) نافية
__________
(1) الأدب المفرد: البخاري، خرج أحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي، صنع فهارسه: رمزي سعد الدين دمشقية، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 4، 1997 م، برقم (299)، ص 112؛ والإحسان في تقريب صحيح ابن حبان: علي بن بلبان الفارسي، تحقيق: شعيب الأرناءوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1991 م، برقم (3210)، ص 8/ 6؛ ومسند أحمد، تحقيق: حمزة أحمد الزين، كتاب مسند الشاميين، باب حديث عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (17729)، ص 13/ 504.
وهذا الحديث من رواية عمرو بن العاص لا من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص كما وقع في إعراب السبع، وهو بتمامه: (يا عمرو نعما بالمال الصالح للرجل الصالح).
(2) إعراب السبع: 1/ 101، وانظر الحجة (ز): 146 - 147.
(3) جاء الحديث في تفسير الطبري بلفظ: (تسوموا فإن الملائكة قد تسومت). انظر جامع البيان في تفسير القرآن: محمد بن جرير الطبري، المطبعة الكبرى الأميرية، بولاق، 1324 هـ، ص 4/ 54.
(4) الحجة (ع): 3/ 77، وانظر الكشف: 1/ 355 - 356، والهداية: 1/ 231، والموضح:
1/ 382.

الصفحة 35