كتاب القدر للفريابي محققا

ذَلِكَ: فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَشْقَيْتَ النَّاسَ, وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِرِسَالَتِهِ؟ , وَكَلَامِهِ؟ , وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ؟ قَالَ: فَوَجَدْتَهُ قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟، قَالَ: فحجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ثَلَاثًا.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُمَرُ, قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ هَيْئَتُهُ هَيْئَةُ مُسَافِرٍ, وَثِيَابُهُ ثِيَابُ مُقِيمٍ, أَوْ قَالَ: ثِيَابُهُ ثِيَابُ مُسَافِرٍ, وَهَيْئَتُهُ هَيْئَةُ مُقِيمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْنُو مِنْكَ؟، فَدَنَا مِنْهُ, حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا الْإِسْلَامُ؟، قَالَ: "الْإِسْلَامُ أَنْ تُسْلِمَ وَجْهَكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ, وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ, وَتَصُومَ رَمَضَانَ, وَتَحُجَّ الْبَيْتَ", قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ, فَأَنَا مُسْلِمٌ؟ , قَالَ: "نَعَمْ", قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: قُلْنَا: انْظُرُوا, كَيْفَ يَسْأَلُهُ, وَكَيْفَ يُصَدِّقُهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, فَمَا الْإِيمَانُ؟، قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَمَلَائِكَتِهِ, وَكُتُبِهِ, وَرُسُلِهِ, وَبِالْمَوْتِ, وَبِالْبَعْثِ, وَالْجَنَّةِ, وَالنَّارِ, وَالْقَدَرِ كُلِّهِ" قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ؟، قَالَ: "نَعَمْ", قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَقُلْنَا: انْظُرُوا كَيْفَ يَسْأَلُهُ, وَانْظُرُوا كَيْفَ يُصَدِّقُهُ1.
قَالَ مَطَرٌ: وَحَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "وَبِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ".
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: فمتى الساعة؟، قال: "ما المسؤول عنها
__________
1 عند عبد الله بن أحمد في: السنة: السؤال عن الإحسان بعد السؤال عن الإسلام.

الصفحة 146