كتاب القدر للفريابي محققا

313 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ, عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ, قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ خَمْسَةً: مُوسَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ, وَدِثَارٌ النَّهْدِيُّ, وَيَزِيدُ الْفَقِيرُ, وَالصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ, وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ, فَقَالَ: إِنْ كَانَ أَمْرُكُمْ وَاحِدًا, فَلْيتَكَلَّمْ مُتَكَلِّمٌ، فَتَكَلَّمَ مُوسَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ, وَكَانَ أَخْوَفَ مَا نَتَخَوَّفُ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ عَرَّضَ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْقَدَرِ، قَالَ: فَعَرَّضَ لَهُ عُمَرُ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لَا يُعْصَى, لَمْ يَخْلُقْ إِبْلِيسَ, وَهُوَ رَأْسُ الْخَطِيئَةِ,
314 حَدَّثَنَا 1 أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ, عَنْ عُمَرَ2 بْنِ ذَرٍّ, قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ لَا يُعْصَى, مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ وَهُوَ رَأْسُ الْخَطِيئَةِ، وَإِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِلْمًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ, عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ, وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ} 3.
ثُمَّ قَالَ: لَوْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَمَّلَ خَلْقَهُ مِنْ حَقِّهِ عَلَى قَدْرِ عَظَمَتِهِ, لَمْ يُطِقْ ذَلِكَ أَرْضٌ وَلَا سَمَاءٌ وَلَا جَبَلٌ, ولكنه رضي من عباده بالتخفيف.
__________
313- إسناده صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 211.
314- إسناده صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 211.
1 تكرر في الأصل نص: 311, 312 فحذفتهما، فلزم التنبيه.
2 في الأصل: عمرو.
3 سورة الصافات: الآيات: 161-163.

الصفحة 193