كتاب القدر للفريابي محققا

315 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ1، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ, عَنْ عُمَرَ2 بْنِ ذَرٍّ, قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَتَكَلَّمَ مِنَّا مُتَكَلِّمٌ، فَعَظَّمَ اللَّهَ، وَذَكَّرَ بِآيَاتِهِ, فَلَمَّا فَرَغَ, تَكَلَّمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ, فَحَمِدَ اللَّهَ, وَأَثْنَى عَلَيْهِ, وَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ، وَقَالَ لِلْمُتَكَلِّمِ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا عَظَّمْتَ, وَكَمَا ذَكَرْتَ، وَلَكَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَوْ أَرَادَ أَنْ لَا يُعْصَى, لَمْ يَخْلُقْ إِبْلِيسَ، وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ فِي آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ, عَلِمَهَا مَنْ عَلِمَهَا, وَجَهِلَهَا مَنْ جَهِلَهَا، ثُمَّ قَالَ: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ} 3، ومنَّا رَجُلٌ يَرَى رَأْيَ الْقَدَرِ, فَنَفَعَهُ اللَّهُ بِقَوْلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ, وَرَجَعَ عَمَّا كَانَ يَقُولُ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ.
316 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ, قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لَا يُعْصَى, مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ.
317 حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا أبو ضمرة
__________
315- إسناده صحيح، وأخرجه الآجري: صـ 211 من طريق المصنف.
1 في الأصل: عبيد الله، والتصويب من: الشريعة.
2 في الأصل: عمرو.
3 سورة الصافات: الآيات: 161-163.
316- ابن جريج: مدلس، ولم يصرح بالسماع، والأثر صحيح, كما سبق، وأخرجه الآجري: صـ 211 من طريق المصنف.
317- إسناده صحيح، وأخرجه ابن بطة: 1872 من وجه آخر.

الصفحة 194