كتاب القدر للفريابي محققا

فَقَالَ: مَا طَارَ ذُبَابٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا بِقَدَرٍ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: لَا تَعُدْ تَسْأَلْ عَنِ الْقَدَرِ.
324 حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْقَدَرِ, [فَقَالَ] 1: مَا جَرَى ذُبَابٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلَّا بِقَدَرٍ، ثُمَّ قَالَ لِلسَّائِلِ: لَا تَعُودَنَّ تَسْأَلُنِي عَنْ مِثْلِ هَذَا.
325 حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ, قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُهَاجِرٍ يَقُولُ: أَقْبَلَ غَيْلَانُ, وَهُوَ مَوْلَى لِآلِ عُثْمَانَ, وَصَالِحُ بْنُ سُوَيْدٍ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَبَلَغَهُ أَنَّهُمَا يَنْطِقَانِ فِي الْقَدَرِ، فَدَعَاهُمَا, فَقَالَ: هَلْ عِلْمُ اللَّهِ نَافِذٌ فِي عِبَادِهِ أَمْ مُنْتَقِضٌ؟، فَقَالَ: بَلْ نَافِذٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, قَالَ: فَفِيمَ الْكَلَامُ؟، فَخَرَجَا، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ مَرَضِهِ بَلَغَهُ أَنَّهُمَا قَدْ أَسْرَفَا2، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا, وَهُوَ مُغْضَبٌ، فَقَالَ: أَلَمْ يَكُنْ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ حِينَ أَمَرَ إِبْلِيسَ بِالسُّجُودِ، أَلَّا يَسْجُدَ؟، قَالَ عَمْرٌو: فَأَوْمَأَتُ إِلَيْهِمَا بِرَأْسِي, قَوْلًا: نَعَمْ، فَقَالَا: نَعَمْ، فَأَمَرَ بِإِخْرَاجِهِمَا وَبِالْكِتَابِ إِلَى الْأَجْنَادِ بِخِلَافِ مَا قَالَا، فَمَاتَ عُمَرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفُذَ تِلْكَ الكتب.
__________
324- إسناده صحيح.
1 من النسخة الثانية.
325- الهيثم: سبق الكلام عليه في نص: 285، وأخرجه الآجري: صـ 211 من طريق المصنف.
2 في الأصل: "أشرفا"، وفي: الشريعة: "أشرف"، ولعل الصواب ما كتبت.

الصفحة 197