كتاب القدر للفريابي محققا

يُخْرِجُوا اللَّهَ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الْخَيْرَ، كَمَا أَخْرَجُوهُ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الشَّرَ.
416 حَدَّثَنَا أَبُو أَنَسٍ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَلْهَانِيُّ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بقية بن الوليد, عن أرطاة بن المنذر، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ, أَنَّهُ بَلَغَهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: "إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقَلَمُ 1, وَأَخَذَهُ 2 بِيَمِينِهِ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، قَالَ: فَكَتَبَ الدُّنْيَا, وَمَا يَكُونُ فِيهَا مِنْ عَمَلٍ مَعْمُولٍ، بِرٍّ أَوْ فُجُورٍ، رَطْبٍ أَوْ يَابِسٍ، فَأَحْصَاهُ عِنْدَهُ فِي الذِّكْرِ"، ثُمَّ قَالَ: "اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} 3 فَهَلْ تَكُونُ النُّسْخَةُ إِلَّا مِنْ أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ".
417 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ, عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ, أَنَّهُ قَالَ: عَلِمَ اللَّهُ مَا هُوَ خَالِقٌ، وَمَا الْخَلْقُ عَامِلُونَ, ثُمَّ كَتَبَهُ، ثُمَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَم
__________
416- إسناده حسن، شيخ المصنف متابع عند ابن أبي عاصم في: السنة: 106، كما صرح عنده بقية بالتحديث، وأخرجه الطبراني في: مسند الشاميين: 673، والآجري: صـ 165، وابن بطة في: الإبانة: 1265.
1 في الأصل: "إن الله عز وجل أول شيء خلقه القلم"، والمثبت من الشريعة, فقد أخرجه من طريق المصنف.
2 في الأصل: "وأخذ".
3 سورة الجاثية: الآية 29.
417- إسناده حسن، إلى عبدة بن أبي لبابة رحمه الله، وأخرجه الآجري: صـ 216، وابن بطة: 1996.

الصفحة 231