كتاب القدر للفريابي محققا

زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, وَغَيْرِ وَاحِدٍ, عَنِ الْحَسَنِ1، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الدَّيْنِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَوَّلَ مَنْ جَحَدَ آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَهُ مَسَحَ ظَهْرَهُ, وَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا هُوَ ذَرَارِيُّ، فَجَعَلَ يَعْرِضُهُمْ عَلَيْهِ, فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلًا أَزْهَرَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؟، قَالَ: ابْنُكَ دَاوُدُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ: كَمْ عُمُرُهُ؟ قَالَ: سِتُّونَ سَنَةً، قَالَ: أَيْ رَبِّ زِدْهُ، قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تزيده أَنْتَ مَنْ عُمُرِكَ، قَالَ: وَكَانَ عُمُرُهُ أَلْفَ سَنَةٍ، فَوَهَبَ لَهُ مِنْ عُمُرِهِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَكَتَبَ عَلَيْهِ كِتَابًا وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةَ، فَلَمَّا احْتُضِرَ آدَمُ أَتَتْهُ الْمَلَائِكَةُ؛ لِيَقْبِضُوهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً، قَالُوا: قَدْ وَهَبْتَهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ، قَالَ: مَا فَعَلْتُ. فَأَظْهَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكِتَابَ, وَشَهِدَتِ الْمَلَائِكَةُ, وَأُكْمِلَ لِآدَمَ أَلْفُ عَامٍ، وَأُكْمِلَ لِدَاوُدَ مِائَةُ سنة".
__________
1 هكذا بالأصل، وليست في مصادر التخريج.

الصفحة 33