كتاب القدر للفريابي محققا

5 حَدَّثَنَا خَالِدُ1 بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ, عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ, قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ السَّاعَةُ الَّتِي تُذْكَرُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ، خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ بَعْدَ الْعَصْرِ فِي آخِرِ سَاعَاتِ النَّهَارِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ كُلِّهَا مِنْ أَسْوَدِهَا وَأَحْمَرِهَا وَطَيِّبِهَا وَخَبِيثِهَا؛ فَلِذَلِكَ مِنْ وَلَدِهِ الْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ وَالطَّيِّبُ وَالْخَبِيثُ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ, وَأَسْجَدَ لَهُ مَلَائِكَتَهُ، وَعَهِدَ إِلَيْهِ عَهْدًا فَنَسِيَ؛ فَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْإِنْسَانُ، وَاللَّهِ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى أُخرج مِنْهَا، وَقَالَ مَرَّةً: وَاللَّهِ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حتى أُخرِجَ من الجنة.
__________
5- إن كان شيخ الفرياني هو زكريا بن يحيى البلخي, ووهم الناسخ في كتابته، فالإسناد صحيح، وأخرجه ابن منده في: التوحيد 76.
وأخرجه من طريق عطاء عن ابن عباس ابن منده في: التوحيد 75، والبيهقي في: الأسماء والصفات برقم 817، وإسناده صحيح، وكذلك الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة برقم 213.
ولبعض أجزائه شاهد مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي موسى الأشعري, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود، وبين ذلك، والسهل والحزن، وبين ذلك والخبيث والطيب وبين ذلك".
أخرجه ابن سعد في: الطبقات, بسند صحيح، كما قال الشيخ ناصر الدين الألباني في: الصحيحة: 1630.
1 هكذا بالأصل، ولم أتبين من هو، إلا أن يكون زكريا بن يحيى البلخي.

الصفحة 34