كتاب القدر للفريابي محققا

عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} 1، قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ, أَخَذَ ذُرِّيَّتَهَ مِنْ ظَهْرِهِ, كَهَيْئَةِ الذَّرِّ, ثُمَّ سَمَّاهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَقَالَ: هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ, يَعْمَلُ كَذَا وَكَذَا, وَهَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ, يَعْمَلُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ أَخَذَهُمْ بِيَدِهِ قَبْضَتَيْنِ, فَقَالَ: هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ, وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ.
57 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, أَنَّهُ قَرَأَ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} 2, قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ, وَأَخَذَ مِيثَاقَهُ, أَنَّهُ رَبُّهُ, فَكَتَبَ رِزْقَهَ, وَأَجَلَهُ, وَمُصِيبَاتِهِ، ثُمَّ أَخْرَجَ وَلَدَهُ مِنْ ظَهْرِهِ كَهَيْئَةِ الذَّرِّ, فَأَخَذَ مِيثَاقَهُمْ, وَكَتَبَ أَرْزَاقُهُمْ, وَآجَالَهُمْ, وَمُصِيبَاتِهِمْ.
58 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بن
__________
1 سورة الأعراف: الآية 172.
57- شيخ المصنف عبيد الله بن معاذ: ثقة حافظ، وأبوه هو: معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري, ثقة متقن، بصري، سمع من المسعودي قبل اختلاطه.
وأخرجه من طريق علي بن بذيمة, ابن جرير في: التفسير: 15348.
2 سورة الأعراف: الآية 172.
58- الزبير بن موسى، لم يوثقه إلا ابن حبان, وهو متساهل، ولذلك قال الحافظ ابن حجر في التقريب: مقبول, يعني حيث توبع, وإلا فلين، وقد تابعه الحكم بن عتيبة عند ابن منده في: الرد على الجهمية 36.
وفيه كذلك عنعنة ابن جريج, وهو مدلس.
وأخرجه من هذا الوجه ابن جرير في: التفسير: 15362, والآجري في: الشريعة: صـ 195, وابن منده في: الرد على الجهمية: 35، ولبعضه شواهد فانظر النص السابق, والذي قبله, وانظر النص التالي كذلك.

الصفحة 67