كتاب زاد المسير - المكتب الإسلامي (اسم الجزء: 1)

واختلف القراء في يغل فقرا ابن كثير وعاصم و أبو عمرو بفتح الياء وضم الغين ومعناها يخون وفي هذه الخيانة قولان
أحدهما خيانة المال على قول الأكثرين
والثاني خيانة الوحي الوحب على قول القرظي وابن اسحاق وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الغين ولها وجهان
أحدهما أن يكون المعنى يخان ويجوز أن يكون يلفى خائنا يقال أغللت فلانا أي وجدته غالا كما يقال أحمقته وجدته أحمق وأحمدته وجدته محمودا قاله الحسن و ابن قتيبة
والثاني يخون قاله الفراء وأجازه الزجاج ورده ابن قتيبة فقال لو أراد يخون لقال يغلل كما يقال يفسق ويخون ويفجر
وقيل اللام في قوله لنبي منقولة ومعنى الآية وما كان النبي ليغل ومثله ما كان لله أن يتخذ من ولد مريم 36 أي ما كان الله ليتخذ ولدا
وهذه الآية من الطف التعريض إذ قد ثبتت براءة ساحة النبي صلى الله عليه و سلم من الغلول فدل على أن الغلول في غيره ومثله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين سبأ 25 وقد ذكر عن السدي نحو هذا
قوله تعالى ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة الغلول أخذ شيء من المغنم خفية ومنه الغلالة وهي ثوب يلبس تحت الثياب والغلل وهو الماء الذي يجري بين الشجر والغل وهو الحقد الكامن في الصدر وأصل الباب الاختفاء وفي إتيانه بما غل ثلاثة أقوال

الصفحة 491